الأربعاء، 27 أبريل 2011

تكست: العدد 11 و 12 - شعر كردي حديث - نصوص للشاعر طيب جبار ترجمة عبدالله طاهر البرزنجي


























شعر كردي حديث ..

قصائد تمشي على قدميها

شعر : طيب جبار

ترجمة : عبدالله طاهر البرزنجي

1. بوسعي






بوسعي ،

أن أغير مسير الحياة ،

علناً أبدأ بجني الليل

و أجمع النجوم .

أقص جناحي الريح ،

أمنعها من الطيران .

أصطحبها الى البيت ،

كي تروي لي قصة همومها .

بوسعي ،

بمساعدة الصراخ ،

أن أضع مبادئ

لغة الصمت .

بالاستشارة مع الاشواك و الادغال

أضع قانوناً لكيفية

إشتعال النيران و إنطفائها .

بوسعي ،

بقبضتين من الظلال

أن أجعل عجينة المعنى

أكثر نعومة .

عندها أطبخها على وميض هادئ .

بوسعي ،

أن أكتب نوطة

سقسقة العصافير .

أحدد الدروب التي

يسلكها الدخان ،

حين يصعد الى السماء .

أنحت من الضباب

هيكلاً للحبيبة قامتها فارعة

بقد قامة المطر .




2. أنا اعرف .








أنا أعرف ،

إن الارق أخفى

مفتاح باب النوم .

و يدفع الاضطجاع

نحو حافة جدار اللاإمكان .

أنا أعرف ،

إن النسيان بطالة مريحة ،

تأتيك عبر دروب ملتوية .

يمنع عنك زيارة

مصائف و مشاتي الماضي .

أنا أعرف ،

الفوضى له رؤوس خيوط كثيرة ،

إن لم تنتبه ،

يسحبك نحو زقاق ملتو ،

في شارع مهجور .

أنا أعرف ،

إن المطاردة و المحاصرة

تعلمانك

زرع شتلات الفناء .

تقيدانك في أتون اللاثقة .

تسدان بوجهك ..

أبواب الصلح و التفاهم .

أنا أعرف ،

إن شجون القلب ،

تكشط غشاء الشعور و العقل .

تجرك نحو صراعٍ غير متكافئ.




3. تعلّم








تعلّم ،

كيف تمسك بذيل ..

الغيمة المخضبة بالمطر .

تنزلها الى الارض ،

تغسل غيثها ،

بعد ذلك ..

تطلقها الى السماء .

تعلّم ،

كيف تقبض على النار ..

التي تتجرع الدخان ،

تشعلها و تحرق دخانها.

و تجعلها أليفاً ..

في مستودع الحطب .

تعلّم ،

كيف تسحب السماء ،

التي تعاني منذ سنوات

من البقع الوسخة و اللون الازرق .

الى السطح و تفرشها ،

ومن ثم تدبغها

و تعطيها لوناً بنفسجياً فاتحاً

و تعلقها في مكانها الاصلي .

تعلّم ،

كيف تعلق الطريق الترابي ،

طولياً بحبل الغسيل ،

تنظف جانبيه من الاشواك ،

و تهزه لأزالة آثار الاقدام و الاطارات ،

ثم تفرشه في مكانه السابق .

تعلّم ،

كيف تنسل ليلاً ،

الى سطح بيت ( بيرمكرون ) (1)

و تعانقه ..

وتفرك صدره

لحين يستسلم نهائياً ،

لحين يفيض وادي ( خرى زيوى ) (2)

بالفراشات .

تعلّم ،

لكي يكون جسدك ناعماً دائماً

كيف ترشه

بدقيق الماء المجفف .

لكي يكون صوتك شجياً دائماً ،

كيف تزيت حنجرتك

بدهن الموسيقى .


(1)بيرمكرون : جبل شاهق قرب مدينة السليمانية .

(2)خرى زيوى : أسم الوادي الذي ينزل من الجبل نحو السهل .

4- أهب قلبي








أهب قلبي لشجرة ،

تكنس ظلها .

تنصح الريح ،

أن لا تمتطي فرسها و تعدو ..

خلف الليل .

عليها أن تشاور السهول و الهضاب ،

كي لا تتساقط الفراشات ،

كي لا تذهل الغلال ،

وتهرول وجلاً .

أهب قلبي لمطر ،

يحك رأس الارض ،

خلال الفصول الاربعة .

يلقن الاشجار دروس الرياضيات ،

و العشب قواعد اللغة .

ويعرف أن يمشط ،

شعر السماء جيداً ،

أهب قلبي لنهر ،

لا ينقل غضب النبع

ومكر الغيوم ،

يجمع الشتلات المعارضة ،

يوزع عليها حلاوة الخرير ،

و يردد لها اغنية الغابة ،

أهب قلبي لنغمة

لاتصدأ .

تنتشر في منعطفات ..

السفوح و الوديان .

تٌستقبل دائماً ..

في السهول و الهضاب .

أهب قلبي لإمرأة ،

لها برنامج لعصر الوميض

وتعليق الاغاني على حبل الغسيل

تعمل دائماً لإذابة ..

نزوة الوحدة .

تطبخ التعايش الجسدي

ثلاث وجبات في اليوم

تعرف كيف تغسل الندى ،

وتغربل السقسقة .

تستطيع ليلاً بصفعة الضحك ،

أن تطارد شبح الانفصال

تطرد الثرثرة من البيت ،

و تحس بالفارق بين ..

النظرة الخشنة ،

و الهمسة الملساء .








5- أنا قلت لك








أنا قلت لك ،

إن ذلك الجبل ،

جرحه الظلام .

و المنطقة تنزف دماً أسود .

الافضل أن تداويها ،

بغبار الشعاع ..

ولعاب النجوم .

أنا قلت لك ،

أن ذلك الشجرلا ينام ،

مصاب بالحمى ،

أجبل له ملعقتين

من النسيم و الندى ،

كي لا تسوء حاله أكثر .

أنا قلت لك ،

إن تلك النار ،

متمددة على ظهرها ،

مرهقة ، تشعر بالحَرّ .

روح عنها قليلاً ..كي تنام .

أنا قلت لك ،

إن هذي الطريق قصرت ،

قل لأهل القرية أن يغيثوها ،

لأنها لا تستطيع الوصول .

أنا قلت لك ،

لا تشم رائحة فم القمر ،

و إلا تكون مكوراً مثله ،

تتساقط منك حراشف الوميض .

لاتتبع الضباب ،

و إلا تنتشر مثله ،

و تفقد ظلك .






6- أنا أريد






أنا أريد ،

أن أضيّف البرد و الحر

فيبيتي .

يحدثانني عن تأريخ

عذابات تسامق الجبال

و أنبساط الصحراء ،

أنا أريد ،

أن أوظف لديّ موجة ،

بمرتب جيد .

تنقل لي يومياً ،

أخبار أعماق البحار .

أنا أريد ،

أن أدجن زوجاً من قطرات المطر ،

في قفص .

أمنع عنهما الماء و الغذاء .

لحين يدليان بأعترافاتهما ،

عن أسرار كيفية ،

بدء هطول المطر ،

و وقوفه .

أنا أريد ،

أن أقف في طريق الريح ،

أسألها:

- من أين تأتي كل يوم

و الى أين تذهب ؟

- و عندما تتعب

أين تستريح ؟

أنا أريد ،

أن أغوي نهدين ،

أنومهما ليلاً معي ،

عبر المناغاة تحكيان لي ،

حكايات دغدغة الأنامل ،

و رعشة الشفاه .






7- أنا بحاجة






أنا بحاجة ،

الى متر او مترين من الاصغاء ،

لشد و ربط الصدى ،

كي أستطيع قياس أبعاده الثلاثة ،

و احسب حجمه ،

أنا بحاجة ،

الى حفنة أو حفنتين من التحديق ،

أرشها على جسد البكاء ،

أخدرها بدرجة لا تستطيع العودة ،

الى بيت الحدقة .

أنا بحاجة ،

الى ملعقة أو ملعقتين من الشم ،

لترطيب فم و أنف الغضب ،

و إزالة عادة التقليد ،

أنا بحاجة ،

الى كيلو أو كيلوين من التذوق ،

للحفاظ على التوازن ..

بين النهم و الجوع .

وقياس وزن اللا إشباع ،

أنا بحاجة ،

الى صفحة أو صفحتين من اللمس ،

لرسم خارطة وطن يترنح دوماً ،

لكتابة تأريخ النواح

و سطور من رغبات الجسد .

أنا بحاجة ،

الى طبق او طبقين من القُبل ،

أسلق قسماً منها ..

بقهقهة الحبيبة

لوجبة جنب المساء

وقسماً أقليه بالاّهات

لوجبة أسفل منتصف الليل .

و ما يتبقى ،

أطعمه هلامياً

لتثاؤبات وجبة حافة الفجر .





طيب جبار : شاعر و مهندس كردي من كردستان العراق

عبدالله طاهر البرزنجي : شاعر و قاص و ناقد ومترجم من كردستان العراق

العـــــودة للصفحة الرئيسة - العدد المزوج 11 و 12


العــــــودة للصفحـــة الام - تكست جريدة شهرية ثقافية مستقلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق