الثلاثاء، 26 أبريل 2011

تكست: العدد 11 و 12 - لويسا فاموس ترجمة قاسم طلاع







لويسا فاموس

Luisa Famos


1930-1974






أنا طائر السنونو منذ ذلك الزمن

على حائط بيتنا الأبيض

بعض الأحيان

ظل أجنحة ترتعش




قاسم طلاع*




لم تترك وراءها سوى خمسين قصيدة موزعة في ديوانين لكل ديوان اسم. الأول هو " لحظات " والثاني " لقاء „ وبعض من القصص القصيرة. وكما باخمان لها شهرتها، كشاعرة نمساوية، ولاسكر ـ شيلر كألمانية، فإن لويسا فاموس كسبت شهرتها، كشاعرة سويسرية، لم تكتب باللغة الألمانية أو الفرنسية، وإنما بتلك اللغة التي يتكلم بها أقلية من الناس والتي تسمى بلغة ( Rätoromanisch ) وهي اللغة الرسمية الرابعة نراها مكتوبة على كل قطعة نقدية ورقية يتعامل الناس بها في سويسرا. وهذه اللغة تنتمي إلى مجموعة اللغات الرومانية ( Romanisch )، التي تنضوي تحتها، إلى جانب هذه اللغة، اللغة الاسبانية، الايطالية، البرتغالية الخ.




ولدت لويسا فاموس في اليوم السابع من شهر آب عام 1930 في راموش وهي واحدة من المدن المتاخمة لحدود النمسا الغربية ( مقاطعة تيرول ). اختارت التعليم مهنة لها، حيث مارستها في مناطق مختلفة من المدن والضواحي السويسرية. أول ديوان صدر لها عام 1960 يحمل عنوان ـ كما ذكرت أعلاه ـ لحظات ـ. عام 1963 تتزوج لويسا المهندس يورغ بينت وترافقه إلى أماكن متفرقة من أمريكا الجنوبية ( هندوراس، فنزويلا، ) لتعود عام 1972 إلى سويسرا، حيث تفاجأ بإصابتها بمرض خبيث ( السرطان )، بعد فحوصات طبية ورغم العمليات الجراحية التي أجريت لها، إلا أنها لم تتمكن من الصمود أمام هذا المرض، ففقدت حياتها عام 1974 وفي نفس السنة هذه وبعد وفاتها صدر ديوانها الثاني ( لقاء )، الذي تميز بمسحته الدينية ( الخلاص وانتظار المجهول ) ـ إلى أين ـ بعد أن تأكد لها حتمية الموت، وهي لم تتجاوز الخامسة والأربعين من العمر ( أبوابي مفتوحة على مصراعيها عند لحظة الانتظار ) أو ( بك ينشرح صدري ) أو ( كل ألم له نهاية/ ملاك بأجنحة ذهبية ).... كل مفردة من مفردات دواوينها كان الكتاب المقدس وتلك التراتيل الدينية التي هي نشيدٌ في كل كنائس العالم أيام كل مناسبة دينية من ولادة المسيح وعيد الربيع ثم الصلب وبدء السنة الجديدة.




يوم شتائي



الحقول

ألوان باردة

مغطاة بالندى

غربان

تاهت طريقها

تترك وراءها صراخ مبحوح

فوق الثلج.

الشجرة بيت

للانتظار

تحت سماء مهجورة.

مثل دقات ناقوس

تتبعثر في الرياح

ضحكة طفل.




مطر




تمطر...

تمطر مطرا ربيعيا

لحنك الغريب

همسات

توقظ الحنين

قل لي: ماذا تقول

أزح عني

آلامي وأحزاني

من دائرة الزمن:

الماضي

والحاضر

واصمت

مثل صمت شجرة البتولا

التي سقطت أوراقها

عارية...

تنتظر

لازالت تمطر...

تمطر مطرا ربيعيا




عميقا في ليلة معتمة




سرت عميقا

في ليلة معتمة السواد

كنت أبحث فيها عن نفسي

بصوت عال

ناديت اسمي

عدوت مع الريح

بحثت في صمت

في ليلة ضوئها الأزرق

عن أشجار التنوب

في انسياب مياه

جدول

في بداية يوم جديد

وعند غروب الشمس.

في كل وجوهكم

كنت ابحث عن نفسي

في ضحكاتكم

في دموعكم

في كذبكم.

في كل كلمة صريحة.

سألت كل الذين عاقروا الخمر

والذين أفاقوا منها

من أكون أنا

قدمت للإله نفسي

ضحية

حصيلة خوفي

ودماء غضبي

وأخذت قلبي بين يدي

خوفا،

كي لا يتمزق.

عميقا في حنايا داخلي

وحيدة، كنت، أنا

مع آلامي.





الفارس الصغير





على ظهره

كنت تتأرجح

راكبا

تسير عبر الحقول

عبر الجبال

والوديان

وعبر عالمك الأسطوري

ورغم وقوفي إلى جانبك

إلا إنني لم أتمكن من السير معك

تنام أنت

ووجناتك لازالت

محمرة من لعب النهار

والفرس الصغير إلى جانبك

ينتظر.

قل لي أيها الفارس الصغير

أتمتطي جوادك

في الحلم أيضا

سائرا

متتبعا خيوط شمس الصباح.





ابنة الريح





أنا ابنة الريح

أعود معها،

إلى الأرض

التي كنت فيها قبل آلاف السنين

أوطانها تعرفني

أقبل تربتها

أضع جبيني

على أرضها

أنتظر

حتى تصدر حكمها علي.





الرحمة





ذهب الجميع

وحينما يأتي الربيع

الصيف

والخريف

ثم الشتاء

ستولد على أطلالك

حياة جديدة.

في زهرة الكرز

في الحجر الدافئ تحت أشعة الشمس

في أوراق شجرة البتولا

في الثلج والصقيع

تهيم أرواحها،

وتظل الطريق من شدة الحنين

إلى الوطن.

ذهب الجميع





للموت أجنحة





لمستني أجنحة الموت

يوم الاثنين بعد الظهر

أثناء ما كانت الأزهار تتفتح

في الحديقة

تحت ضوء الشمس

وطائر يحوم عاليا في السماء

ثم جاء الليل

دون الإعلان عن قدومه

واتخذت النجوم مسارها

كنت، أنت، يا الهي، إلى جانبي

قريبا مني.





* كاتب ومترجم عراقي






العـــــودة للصفحة الرئيسة - العدد المزوج 11 و 12





العــــــودة للصفحـــة الام - تكست جريدة شهرية ثقافية مستقلة




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق